وطن بلاوطن
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

وطن بلاوطن

منتدى اسلامي ثقافي .......
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 صحيح البخاري (الجزء-السابع)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Dragon__Rouge

Dragon__Rouge


المساهمات : 210
تاريخ التسجيل : 05/12/2008
العمر : 39

صحيح البخاري  (الجزء-السابع) Empty
مُساهمةموضوع: صحيح البخاري (الجزء-السابع)   صحيح البخاري  (الجزء-السابع) Icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 16, 2008 10:50 am

‏باب ‏ ‏المسلم من سلم المسلمون ‏ ‏من لسانه ويده ‏
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
‏قوله : ( باب ) ‏
‏سقط من رواية الأصيلي , وكذا أكثر الأبواب . وهو منون , ويجوز فيه الإضافة إلى جملة الحديث , لكن لم تأت به الرواية . ‏
‏قوله : ( المسلم ) ‏
‏استعمل لفظ الحديث ترجمة من غير تصرف فيه . ‏
‏حدثنا ‏ ‏آدم بن أبي إياس ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏شعبة ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الله بن أبي السفر ‏ ‏وإسماعيل بن أبي خالد ‏ ‏عن ‏ ‏الشعبي ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الله بن عمرو ‏ ‏رضي الله عنهما ‏
‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه ‏
‏قال أبو عبد الله ‏ ‏وقال ‏ ‏أبو معاوية ‏ ‏حدثنا ‏ ‏داود هو ابن أبي هند ‏ ‏عن ‏ ‏عامر ‏ ‏قال سمعت ‏ ‏عبد الله يعني ابن عمرو ‏ ‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وقال ‏ ‏عبد الأعلى ‏ ‏عن ‏ ‏داود ‏ ‏عن ‏ ‏عامر ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الله ‏ ‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏
فتح الباري بشرح صحيح البخاري

‏قوله : ( أبي إياس ) ‏
‏اسمه ناهية بالنون وبين الهاءين ياء أخيرة . وقيل اسمه عبد الرحمن . ‏
‏قوله : ( أبي السفر ) ‏
‏اسمه سعيد بن يحمد كما تقدم , وإسماعيل مجرور بالفتحة عطفا عليه , والتقدير كلاهما عن الشعبي . وعبد الله بن عمرو هو ابن العاص صحابي ابن صحابي . ‏
‏قوله : ( المسلم ) ‏
‏قيل الألف واللام فيه للكمال نحو زيد الرجل أي : الكامل في الرجولية . وتعقب بأنه يستلزم أن من اتصف بهذا خاصة كان كاملا . ويجاب بأن المراد بذلك مراعاة باقي الأركان , قال الخطابي : المراد أفضل المسلمين من جمع إلى أداء حقوق الله تعالى أداء حقوق المسلمين . انتهى . وإثبات اسم الشيء على معنى إثبات الكمال له مستفيض في كلامهم , ويحتمل أن يكون المراد بذلك أن يبين علامة المسلم التي يستدل بها على إسلامه وهي سلامة المسلمين من لسانه ويده , كما ذكر مثله في علامة المنافق . ويحتمل أن يكون المراد بذلك الإشارة إلى الحث على حسن معاملة العبد مع ربه لأنه إذا أحسن معاملة إخوانه فأولى أن يحسن معاملة ربه , من باب التنبيه بالأدنى على الأعلى . ‏
‏( تنبيه ) : ‏
‏ذكر المسلمين هنا خرج مخرج الغالب ; لأن محافظة المسلم على كف الأذى عن أخيه المسلم أشد تأكيدا ; ولأن الكفار بصدد أن يقاتلوا وإن كان فيهم من يحب الكف عنه . والإتيان بجمع التذكير للتغليب , فإن المسلمات يدخلن في ذلك . وخص اللسان بالذكر لأنه المعبر عما في النفس , وهكذا اليد لأن أكثر الأفعال بها , والحديث عام بالنسبة إلى اللسان دون اليد ; لأن اللسان يمكنه القول في الماضين والموجودين والحادثين بعد , بخلاف اليد , نعم يمكن أن تشارك اللسان في ذلك بالكتابة , وإن أثرها في ذلك لعظيم . ويستثنى من ذلك شرعا تعاطي الضرب باليد في إقامة الحدود والتعازير على المسلم المستحق لذلك . وفي التعبير باللسان دون القول نكتة , فيدخل فيه من أخرج لسانه على سبيل الاستهزاء . وفي ذكر اليد دون غيرها من الجوارح نكتة , فيدخل فيها اليد المعنوية كالاستيلاء على حق الغير بغير حق . ‏
‏( فائدة ) : ‏
‏فيه من أنواع البديع تجنيس الاشتقاق , وهو كثير . ‏
‏قوله : ( والمهاجر ) ‏
‏هو معنى الهاجر , وإن كان لفظ المفاعل يقتضي وقوع فعل من اثنين ; لكنه هنا للواحد كالمسافر . ويحتمل أن يكون على بابه لأن من لازم كونه هاجرا وطنه مثلا أنه مهجور من وطنه , وهذه الهجرة ضربان : ظاهرة وباطنة . فالباطنة ترك ما تدعو إليه النفس الأمارة بالسوء والشيطان , والظاهرة الفرار بالدين من الفتن . وكأن المهاجرين خوطبوا بذلك لئلا يتكلوا على مجرد التحول من دارهم حتى يمتثلوا أوامر الشرع ونواهيه , ويحتمل أن يكون ذلك قيل بعد انقطاع الهجرة لما فتحت مكة تطييبا لقلوب من لم يدرك ذلك , بل حقيقة الهجرة تحصل لمن هجر ما نهى الله عنه , فاشتملت هاتان الجملتان على جوامع من معاني الحكم والأحكام . ‏
‏( تنبيه ) : ‏
‏هذا الحديث من أفراد البخاري عن مسلم , بخلاف جميع ما تقدم من الأحاديث المرفوعة . على أن مسلما أخرج معناه من وجه آخر , وزاد ابن حبان والحاكم في المستدرك من حديث أنس صحيحا " المؤمن من أمنه الناس " وكأنه اختصره هنا لتضمنه لمعناه . والله أعلم . ‏
‏قوله : ( وقال أبو معاوية حدثنا داود ) ‏
‏هو ابن أبي هند , وكذا في رواية ابن عساكر عن عامر وهو الشعبي المذكور في الإسناد الموصول . وأراد بهذا التعليق بيان سماعه له من الصحابي , والنكتة فيه رواية وهيب بن خالد له عن داود عن الشعبي عن رجل عن عبد الله بن عمرو , حكاه ابن منده , فعلى هذا لعل الشعبي بلغه ذلك عن عبد الله , ثم لقيه فسمعه منه . ونبه بالتعليق الآخر على أن عبد الله الذي أهمل في روايته هو عبد الله بن عمرو الذي بين في رواية رفيقه , والتعليق عن أبي معاوية وصله إسحاق بن راهويه في مسنده عنه , وأخرجه ابن حبان في صحيحه من طريقه ولفظه " سمعت عبد الله بن عمرو يقول : ورب هذه البنية لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : المهاجر من هجر السيئات , والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده " فعلم أنه ما أراد إلا أصل الحديث . والمراد بالناس هنا المسلمون كما في الحديث الموصول , فهم الناس حقيقة عند الإطلاق ; لأن الإطلاق يحمل على الكامل , ولا كمال في غير المسلمين . ويمكن حمله على عمومه على إرادة شرط وهو إلا بحق , مع أن إرادة هذا الشرط متعينة على كل حال , لما قدمته من استثناء إقامة الحدود على المسلم . والله سبحانه وتعالى أعلم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Dragon__Rouge

Dragon__Rouge


المساهمات : 210
تاريخ التسجيل : 05/12/2008
العمر : 39

صحيح البخاري  (الجزء-السابع) Empty
مُساهمةموضوع: صحيح البخاري (الجزء-السادس)   صحيح البخاري  (الجزء-السابع) Icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 16, 2008 10:54 am

‏باب ‏ ‏أي الإسلام أفضل ‏
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
‏قوله : ( باب ) ‏
‏هو منون , وفيه ما في الذي قبله
‏حدثنا ‏ ‏سعيد بن يحيى بن سعيد القرشي ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏أبي ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏أبو بردة بن عبد الله بن أبي بردة ‏ ‏عن ‏ ‏أبي بردة ‏ ‏عن ‏ ‏أبي موسى ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏قال ‏
‏قالوا يا رسول الله أي الإسلام أفضل قال ‏ ‏من سلم المسلمون من لسانه ويده ‏
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
‏قوله : ( حدثنا أبو بردة ) ‏
‏هو بريد بالموحدة والراء مصغرا , وشيخه جده وافقه في كنيته لا في اسمه , وأبو موسى هو الأشعري . ‏
‏قوله : ( قالوا ) ‏
‏رواه مسلم والحسن بن سفيان وأبو يعلى في مسنديهما عن سعيد بن يحيى بن سعيد شيخ البخاري بإسناده هذا بلفظ " قلنا " , ورواه ابن منده من طريق حسين بن محمد الغساني أحد الحفاظ عن سعيد بن يحيى هذا بلفظ " قلت " , فتعين أن السائل أبو موسى , ولا تخالف بين الروايات لأنه في هذه صرح وفي رواية مسلم أراد نفسه ومن معه من الصحابة , إذ الراضي بالسؤال في حكم السائل , وفي رواية البخاري : أراد أنه وإياهم . وقد سأل هذا السؤال أيضا أبو ذر , رواه ابن حبان . وعمير بن قتادة , رواه الطبراني . ‏
‏قوله : ( أي الإسلام ) ‏
‏إن قيل الإسلام مفرد , وشرط أي أن تدخل على متعدد . أجيب بأن فيه حذفا تقديره : أي ذوي الإسلام أفضل ؟ ويؤيده رواية مسلم : أي المسلمين أفضل ؟ والجامع بين اللفظين أن أفضلية المسلم حاصلة بهذه الخصلة . وهذا التقدير أولى من تقدير بعض الشراح هنا : أي خصال الإسلام . وإنما قلت إنه أولى لأنه يلزم عليه سؤال آخر بأن يقال : سئل عن الخصال فأجاب بصاحب الخصلة , فما الحكمة في ذلك ؟ وقد يجاب بأنه يتأتى نحو قوله تعالى ( يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين ) الآية , والتقدير " بأي ذوي الإسلام " يقع الجواب مطابقا له بغير تأويل . وإذا ثبت أن بعض خصال المسلمين المتعلقة بالإسلام أفضل من بعض حصل مراد المصنف بقبول الزيادة والنقصان , فتظهر مناسبة هذا الحديث والذي قبله لما قبلهما من تعداد أمور الإيمان , إذ الإيمان والإسلام عنده مترادفان , والله أعلم . فإن قيل : لم جرد " أفعل " هنا عن العمل ؟ أجيب بأن الحذف عند العلم به جائز , والتقدير أفضل من غيره . ‏
‏( تنبيه ) ‏
‏هذا الإسناد كله كوفيون . ويحيى بن سعيد المذكور اسم جده أبان بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية الأموي , ونسبه المصنف قرشيا بالنسبة الأعمية . يكنى أبا أيوب . وفي طبقته يحيى بن سعيد القطان , وحديثه في هذا الكتاب أكثر من حديث الأموي , وليس له ابن يروي عنه يسمى سعيدا فافترقا . وفي الكتاب ممن يقال له يحيى بن سعيد اثنان أيضا , لكن من طبقة فوق طبقة هذين , وهما يحيى بن سعيد الأنصاري السابق في حديث الأعمال أول الكتاب , ويحيى بن سعيد التيمي أبو حيان , ويمتاز عن الأنصاري بالكنية . والله الموفق .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Dragon__Rouge

Dragon__Rouge


المساهمات : 210
تاريخ التسجيل : 05/12/2008
العمر : 39

صحيح البخاري  (الجزء-السابع) Empty
مُساهمةموضوع: صحيح البخاري (الجزء-السابع)   صحيح البخاري  (الجزء-السابع) Icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 16, 2008 11:08 am

‏باب ‏ ‏إطعام الطعام من الإسلام ‏
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
‏قوله : ( باب ) ‏
‏هو منون , وفيه ما في الذي قبله . ‏
‏قوله : ( من الإسلام ) ‏
‏للأصيلي " من الإيمان " أي : من خصال الإيمان . ولما استدل المصنف على زيادة الإيمان ونقصانه بحديث الشعب تتبع ما ورد في القرآن والسنن الصحيحة من بيانها , فأورده في هذه الأبواب تصريحا وتلويحا , وترجم هنا بقوله " إطعام الطعام " ولم يقل : أي الإسلام خير . كما في الذي قبله إشعارا باختلاف المقامين وتعدد السؤالين كما سنقرره .
‏حدثنا ‏ ‏عمرو بن خالد ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏الليث ‏ ‏عن ‏ ‏يزيد ‏ ‏عن ‏ ‏أبي الخير ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الله بن عمرو ‏ ‏رضي الله عنهما ‏
‏أن رجلا سأل النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أي الإسلام خير قال ‏ ‏تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف ‏
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
‏قوله : ( حدثنا عمرو بن خالد ) ‏
‏هو الحراني , وهو بفتح العين , وصحف من ضمها . ‏
‏قوله : ( الليث ) ‏
‏هو ابن سعد فقيه أهل مصر , عن يزيد هو ابن أبي حبيب الفقيه أيضا . ‏
‏قوله : ( أن رجلا ) ‏
‏لم أعرف اسمه , وقيل إنه أبو ذر , وفي ابن حبان أنه هانئ بن يزيد والد شريح . سأل عن معنى ذلك فأجيب بنحو ذلك . ‏
‏قوله : ( أي الإسلام خير ) ‏
‏فيه ما في الذي قبله من السؤال , والتقدير أي خصال الإسلام ؟ وإنما لم أختر تقدير خصال في الأول فرارا من كثرة الحذف , وأيضا فتنويع التقدير يتضمن جواب من سأل فقال : السؤالان بمعنى واحد والجواب مختلف . فيقال له : إذا لاحظت هذين التقديرين بان الفرق . ويمكن التوفيق بأنهما متلازمان , إذ الإطعام مستلزم لسلامة اليد والسلام لسلامة اللسان , قاله الكرماني . وكأنه أراد في الغالب , ويحتمل أن يكون الجواب اختلف لاختلاف السؤال عن الأفضلية , إن لوحظ بين لفظ أفضل ولفظ خير فرق . وقال الكرماني : الفضل بمعنى كثرة الثواب في مقابلة القلة , والخير بمعنى النفع في مقابلة الشر , فالأول من الكمية والثاني من الكيفية فافترقا . واعترض بأن الفرق لا يتم إلا إذا اختص كل منهما بتلك المقولة , أما إذا كان كل منهما يعقل تأتيه في الأخرى فلا . وكأنه بني على أن لفظ خير اسم لا أفعل تفضيل , وعلى تقدير اتحاد السؤالين جواب مشهور وهو الحمل على اختلاف حال السائلين أو السامعين , فيمكن أن يراد في الجواب الأول تحذير من خشي منه الإيذاء بيد أو لسان فأرشد إلى الكف , وفي الثاني ترغيب من رجي فيه النفع العام بالفعل والقول فأرشد إلى ذلك , وخص هاتين الخصلتين بالذكر لمسيس الحاجة إليهما في ذلك الوقت , لما كانوا فيه من الجهد , ولمصلحة التأليف . ويدل على ذلك أنه عليه الصلاة والسلام حث عليهما أول ما دخل المدينة , كما رواه الترمذي وغيره مصححا من حديث عبد الله بن سلام . ‏
‏قوله : ( تطعم ) ‏
‏هو في تقدير المصدر , أي : أن تطعم , ومثله تسمع بالمعيدي . وذكر الإطعام ليدخل فيه الضيافة وغيرها . ‏
‏قوله : ( وتقرأ ) ‏
‏بلفظ مضارع القراءة بمعنى تقول , قال أبو حاتم السجستاني : تقول اقرأ عليه السلام , ولا تقول أقرئه السلام , فإذا كان مكتوبا قلت أقرئه السلام أي : اجعله يقرأه . ‏
‏قوله : ( ومن لم تعرف ) ‏
‏أي : لا تخص به أحدا تكبرا أو تصنعا , بل تعظيما لشعار الإسلام ومراعاة لأخوة المسلم . فإن قيل : اللفظ عام فيدخل الكافر والمنافق والفاسق . أجيب بأنه خص بأدلة أخرى أو أن النهي متأخر وكان هذا عاما لمصلحة التأليف , وأما من شك فيه فالأصل البقاء على العموم حتى يثبت الخصوص ‏
‏( تنبيهان ) : ‏
‏الأول : أخرج مسلم من طريق عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب بهذا الإسناد نظير هذا السؤال , لكن جعل الجواب كالذي في حديث أبي موسى , فادعى ابن منده فيه الاضطراب وأجيب بأنهما حديثان اتحد إسنادهما , وافق أحدهما حديث أبي موسى . ولثانيهما شاهد من حديث عبد الله بن سلام كما تقدم ‏
‏الثاني : هذا الإسناد كله بصريون , والذي قبله كما ذكرنا كوفيون , والذي بعده من طريقيه بصريون , فوقع له التسلسل في الأبواب الثلاثة على الولاء . وهو من اللطائف .
‏باب ‏ ‏من الإيمان أن يحب لأخيه ‏ ‏ما يحب لنفسه ‏
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
‏قوله : ( باب من الإيمان ) ‏
‏قال الكرماني : قدم لفظ الإيمان بخلاف أخواته حيث قال " إطعام الطعام من الإيمان " إما للاهتمام بذكره أو للحصر , كأنه قال : المحبة المذكورة ليست إلا من الإيمان . قلت : وهو توجيه حسن , إلا أنه يرد عليه أن الذي بعده أليق بالاهتمام والحصر معا , وهو قوله " باب حب الرسول من الإيمان " فالظاهر أنه أراد التنويع في العبارة , ويمكن أنه اهتم بذكر حب الرسول فقدمه . والله أعلم .
‏حدثنا ‏ ‏مسدد ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏يحيى ‏ ‏عن ‏ ‏شعبة ‏ ‏عن ‏ ‏قتادة ‏ ‏عن ‏ ‏أنس ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وعن ‏ ‏حسين المعلم ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏قتادة ‏ ‏عن ‏ ‏أنس ‏
‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏لا يؤمن ‏ ‏أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ‏
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
‏قوله : ( يحيى ) ‏
‏هو ابن سعيد القطان . ‏
‏قوله : ( وعن حسين المعلم ) ‏
‏هو ابن ذكوان , وهو معطوف على شعبة . فالتقدير عن شعبة وحسين كلاهما عن قتادة , وإنما لم يجمعهما ; لأن شيخه أفردهما , فأورده المصنف معطوفا اختصارا ولأن شعبة قال : عن قتادة , وقال حسين : حدثنا قتادة . وأغرب بعض المتأخرين فزعم أنه طريق حسين معلقة , وهو غلط , فقد رواه أبو نعيم في المستخرج من طريق إبراهيم الحربي عن مسدد شيخ المصنف عن يحيى القطان عن حسين المعلم . وأبدى الكرماني كعادته بحسب التجويز العقلي أن يكون تعليقا أو معطوفا على قتادة , فيكون شعبة رواه عن حسين عن قتادة , إلى غير ذلك مما ينفر عنه من مارس شيئا من علم الإسناد . والله المستعان . ‏
‏( تنبيه ) ‏
‏المتن المساق هنا لفظ شعبة , وأما لفظ حسين من رواية مسدد التي ذكرناها فهو " لا يؤمن عبد حتى يحب لأخيه ولجاره " , وللإسماعيلي من طريق روح عن حسين " حتى يحب لأخيه المسلم ما يحب لنفسه من الخير " فبين المراد بالأخوة , وعين جهة الحب . وزاد مسلم في أوله عن أبي خيثمة عن يحيى القطان " والذي نفسي بيده " , وأما طريق شعبة فصرح أحمد والنسائي في روايتهما بسماع قتادة له من أنس , فانتفت تهمة تدليسه . ‏
‏قوله : ( لا يؤمن ) ‏
‏أي : من يدعي الإيمان , وللمستملي " أحدكم " وللأصيلي " أحد " ولابن عساكر " عبد " وكذا لمسلم عن أبي خيثمة , والمراد بالنفي كمال الإيمان , ونفي اسم الشيء - على معنى نفي الكمال عنه - مستفيض في كلامهم كقولهم : فلان ليس بإنسان . فإن قيل : فيلزم أن يكون من حصلت له هذه الخصلة مؤمنا كاملا وإن لم يأت ببقية الأركان , أجيب بأن هذا ورد مورد المبالغة , أو يستفاد من قوله " لأخيه المسلم " ملاحظة بقية صفات المسلم . وقد صرح ابن حبان من رواية ابن أبي عدي عن حسين المعلم بالمراد ولفظه " لا يبلغ عبد حقيقة الإيمان " ومعنى الحقيقة هنا الكمال , ضرورة أن من لم يتصف بهذه الصفة لا يكون كافرا , وبهذا يتم استدلال المصنف على أنه يتفاوت , وأن هذه الخصلة من شعب الإيمان , وهي داخلة في التواضع على ما سنقرره . ‏
‏قوله : ( حتى يحب ) ‏
‏بالنصب لأن حتى جارة وأن بعدها مضمرة , ولا يجوز الرفع فتكون حتى عاطفة فلا يصح المعنى , إذ عدم الإيمان ليس سببا للمحبة . ‏
‏قوله : ( ما يحب لنفسه ) ‏
‏أي : من الخير كما تقدم عن الإسماعيلي , وكذا هو عند النسائي , وكذا عند ابن منده من رواية همام عن قتاده أيضا و " الخير " كلمة جامعة تعم الطاعات والمباحات الدنيوية والأخروية , وتخرج المنهيات لأن اسم الخير لا يتناولها . والمحبة إرادة ما يعتقده خيرا , قال النووي : المحبة الميل إلى ما يوافق المحب , وقد تكون بحواسه كحسن الصورة , أو بفعله إما لذاته كالفضل والكمال , وإما لإحسانه كجلب نفع أو دفع ضرر . انتهى ما يحصل له . والمراد هنا بالميل الاختياري دون الطبيعي والقسري , والمراد أيضا أن يحب أن يحصل لأخيه نظير ما يحصل له , لا عينه , سواء كان في الأمور المحسوسة أو المعنوية , وليس المراد أن يحصل لأخيه ما حصل له لا مع سلبه عنه ولا مع بقائه بعينه له , إذ قيام الجوهر أو العرض بمحلين محال . وقال أبو الزناد بن سراج : ظاهر هذا الحديث طلب المساواة , وحقيقته تستلزم التفضيل ; لأن كل أحد يحب أن يكون أفضل من غيره , فإذا أحب لأخيه مثله فقد دخل في جملة المفضولين . قلت : أقر القاضي عياض هذا , وفيه نظر . إذ المراد الزجر عن هذه الإرادة ; لأن المقصود الحث على التواضع . فلا يحب أن يكون أفضل من غيره , فهو مستلزم للمساواة . ويستفاد ذلك من قوله تعالى ( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا ) , ولا يتم ذلك إلا بترك الحسد والغل والحقد والغش , وكلها خصال مذمومة . ‏
‏( فائدة ) ‏
‏قال الكرماني : ومن الإيمان أيضا أن يبغض لأخيه ما يبغض لنفسه من الشر , ولم يذكره لأن حب الشيء مستلزم لبغض نقيضه , فترك التنصيص عليه اكتفاء . والله أعلم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
صحيح البخاري (الجزء-السابع)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» صحيح البخاري (الجزء-السابع)
» صحيح البخاري ( الجزء -السابع عشر) الإيمان*** (زيادة الإيمان ونقصانه )
» صحيح البخاري ( الجزء - الحادي عشر)
» صحيح البخاري (الجزء-الثاني)
» صحيح البخاري (الجزء-الثالث)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
وطن بلاوطن :: قسم الدين :: المنتدى الإسلامي :: منتدى القرآن الكريم :: مندى الحديث الشريف-
انتقل الى: