وطن بلاوطن منتدى اسلامي ثقافي ....... |
|
| صحيح البخاري (الجزء-الرابع) | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
Dragon__Rouge
المساهمات : 210 تاريخ التسجيل : 05/12/2008 العمر : 39
| موضوع: صحيح البخاري (الجزء-الرابع) الثلاثاء ديسمبر 16, 2008 8:04 am | |
| حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا أبو عوانة قال حدثنا موسى بن أبي عائشة قال حدثنا سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى لا تحرك به لسانك لتعجل به قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة وكان مما يحرك شفتيه فقال ابن عباس فأنا أحركهما لكم كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحركهما وقال سعيد أنا أحركهما كما رأيت ابن عباس يحركهما فحرك شفتيه فأنزل الله تعالى لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه قال جمعه لك في صدرك وتقرأه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه قال فاستمع له وأنصت ثم إن علينا بيانه ثم إن علينا أن تقرأه فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا أتاه جبريل استمع فإذا انطلق جبريل قرأه النبي صلى الله عليه وسلم كما قرأه فتح الباري بشرح صحيح البخاري قوله : ( حدثنا موسى بن إسماعيل ) هو أبو سلمة التبوذكي , وكان من حفاظ المصريين .
قوله : ( حدثنا أبو عوانة ) هو الوضاح بن عبد الله اليشكري مولاهم البصري , كان كتابه في غاية الإتقان . وموسى بن أبي عائشة لا يعرف اسم أبيه , وقد تابعه على بعضه عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير .
قوله : ( كان مما يعالج ) المعالجة محاولة الشيء بمشقة , أي : كان العلاج ناشئا من تحريك الشفتين , أي : مبدأ العلاج منه , أو " ما " موصولة وأطلقت على من يعقل مجازا , هكذا قرره الكرماني , وفيه نظر ; لأن الشدة حاصلة له قبل التحرك , والصواب ما قاله ثابت السرقسطي أن المراد كان كثيرا ما يفعل ذلك , وورودهما في هذا كثير ومنه حديث الرؤيا " كان مما يقول لأصحابه : من رأى منكم رؤيا " ؟ ومنه قول الشاعر : وإنا لمما نضرب الكبش ضربة على وجهه يلقي اللسان من الفم قلت : ويؤيده أن رواية المصنف في التفسير من طريق جرير عن موسى بن أبي عائشة ولفظها " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل جبريل بالوحي فكان مما يحرك به لسانه وشفتيه " . فأتى بهذا اللفظ مجردا عن تقدم العلاج الذي قدره الكرماني , فظهر ما قال ثابت , ووجه ما قال غيره أن " من " إذا وقع بعدها " ما " كانت بمعنى ربما , وهي تطلق على القليل والكثير وفي كلام سيبويه مواضع من هذا منها قوله : اعلم أنهم مما يحذفون كذا . والله أعلم . ومنه حديث البراء " كنا إذا صلينا خلف النبي صلى الله عليه وسلم مما نحب أن نكون عن يمينه " الحديث , ومن حديث سمرة " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح مما يقول لأصحابه : من رأى منكم رؤيا " .
قوله : ( فقال ابن عباس فأنا أحركهما ) جملة معترضة بالفاء , وفائدة هذا زيادة البيان في الوصف على القول , وعبر في الأول بقوله " كان يحركهما " وفي الثاني برأيت ; لأن ابن عباس لم ير النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الحالة ; لأن سورة القيامة مكية باتفاق , بل الظاهر أن نزول هذه الآيات كان في أول الأمر , وإلى هذا جنح البخاري في إيراده هذا الحديث في بدء الوحي , ولم يكن ابن عباس إذ ذاك ولد ; لأنه ولد قبل الهجرة بثلاث سنين , لكن يجوز أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم أخبره بذلك بعد , أو بعض الصحابة أخبره أنه شاهد النبي صلى الله عليه وسلم , والأول هو الصواب , فقد ثبت ذلك صريحا في مسند أبي داود الطيالسي قال : حدثنا أبو عوانة بسنده . وأما سعيد بن جبير فرأى ذلك من ابن عباس بلا نزاع .
قوله : ( فحرك شفتيه )
وقوله فأنزل الله ( لا تحرك به لسانك ) لا تنافي بينهما ; لأن تحريك الشفتين , بالكلام المشتمل على الحروف التي لا ينطق بها إلا اللسان يلزم منه تحريك اللسان , أو اكتفى بالشفتين وحذف اللسان لوضوحه ; لأنه الأصل في النطق إذ الأصل حركة الفم , وكل من الحركتين ناشئ عن ذلك , وقد مضى أن في رواية جرير في التفسير " يحرك به لسانه وشفتيه " فجمع بينهما , وكان النبي صلى الله عليه وسلم في ابتداء الأمر إذا لقن القرآن نازع جبريل القراءة ولم يصبر حتى يتمها مسارعة إلى الحفظ لئلا ينفلت منه شيء , قاله الحسن وغيره . ووقع في رواية للترمذي " يحرك به لسانه يريد أن يحفظه " وللنسائي " يعجل بقراءته ليحفظه " ولابن أبي حاتم " يتلقى أوله , ويحرك به شفتيه خشية أن ينسى أوله قبل أن يفرغ من آخره " وفي رواية الطبري عن الشعبي " عجل يتكلم به من حبه إياه " وكلا الأمرين مراد , ولا تنافي بين محبته إياه والشدة التي تلحقه في ذلك , فأمر بأن ينصت حتى يقضى إليه وحيه , ووعد بأنه آمن من تفلته منه بالنسيان أو غيره , ونحوه قوله تعالى ( ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه ) أي بالقراءة .
قوله : ( جمعه لك صدرك ) كذا في أكثر الروايات وفيه إسناد الجمع إلى الصدر بالمجاز , كقوله أنبت الربيع البقل , أي : أنبت الله في الربيع البقل , واللام في " لك " للتبيين أو للتعليل , وفي رواية كريمة والحموي " جمعه لك في صدرك " وهو توضيح للأول , وهذا من تفسير ابن عباس . وقال في تفسير ( فاتبع ) أي : فاستمع وأنصت , وفي تفسير ( بيانه ) أي : علينا أن تقرأه . ويحتمل أن يراد بالبيان بيان مجملاته وتوضيح مشكلاته , فيستدل به على جواز تأخير البيان عن وقت الخطاب كما هو الصحيح في الأصول , والكلام في تفسير الآيات المذكورة أخرته إلى كتاب التفسير فهو موضعه . والله أعلم . | |
| | | Dragon__Rouge
المساهمات : 210 تاريخ التسجيل : 05/12/2008 العمر : 39
| موضوع: صحيح البخاري (الجزء-الرابع) الثلاثاء ديسمبر 16, 2008 8:06 am | |
| حدثنا عبدان قال أخبرنا عبد الله قال أخبرنا يونس عن الزهري ح و حدثنا بشر بن محمد قال أخبرنا عبد الله قال أخبرنا يونس ومعمر عن الزهري نحوه قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة فتح الباري بشرح صحيح البخاري قوله : ( حدثنا عبدان ) هو عبد الله بن عثمان المروزي أخبرنا عبد الله هو ابن المبارك أخبرنا يونس هو ابن يزيد الأيلي .
قوله : ( أخبرنا يونس ومعمر نحوه ) أي : أن عبد الله بن المبارك حدث به عبدان عن يونس وحده , وحدث به بشر بن محمد عن يونس ومعمر معا , أما باللفظ فعن يونس وأما بالمعنى فعن معمر .
قوله ( عبيد الله ) هو ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود الآتي في الحديث الذي بعده .
قوله : ( أجود الناس ) بنصب أجود ; لأنها خبر كان , وقدم ابن عباس هذه الجملة على ما بعدها - وإن كانت لا تتعلق بالقرآن - على سبيل الاحتراس من مفهوم ما بعدها . ومعنى أجود الناس : أكثر الناس جودا , والجود الكرم , وهو من الصفات المحمودة . وقد أخرج الترمذي من حديث سعد رفعه " إن الله جواد يحب الجود " الحديث . وله في حديث أنس رفعه " أنا أجود ولد آدم , وأجودهم بعدي رجل علم علما فنشر علمه , ورجل جاد بنفسه في سبيل الله " وفي سنده مقال , وسيأتي في الصحيح من وجه آخر عن أنس " كان النبي صلى الله عليه وسلم أشجع الناس وأجود الناس " الحديث .
قوله : ( وكان أجود ما يكون ) هو برفع أجود هكذا في أكثر الروايات , وأجود اسم كان وخبره محذوف , وهو نحو أخطب ما يكون الأمير في يوم الجمعة . أو هو مرفوع على أنه مبتدأ مضاف إلى المصدر وهو " ما يكون " وما مصدرية وخبره في رمضان , والتقدير أجود أكوان رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان , وإلى هذا جنح البخاري في تبويبه في كتاب الصيام إذ قال " باب أجود ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يكون في رمضان " , وفي رواية الأصيلي " أجود " بالنصب على أنه خبر كان , وتعقب بأنه يلزم منه أن يكون خبرها اسمها , وأجيب بجعل اسم كان ضمير النبي صلى الله عليه وسلم وأجود خبرها , والتقدير : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مدة كونه في رمضان أجود منه في غيره , قال النووي : الرفع أشهر , والنصب جائز . وذكر أنه سأل ابن مالك عنه فخرج الرفع من ثلاثة أوجه والنصب من وجهين . وذكر ابن الحاجب في أماليه للرفع خمسة أوجه , توارد ابن مالك منها في وجهين وزاد ثلاثة ولم يعرج على النصب . قلت : ويرجح الرفع وروده بدون كان عند المؤلف في الصوم .
قوله : ( فيدارسه القرآن ) قيل الحكمة فيه أن مدارسة القرآن تجدد له العهد بمزيد غنى النفس , والغنى سبب الجود . والجود في الشرع إعطاء ما ينبغي لمن ينبغي , وهو أعم من الصدقة . وأيضا فرمضان موسم الخيرات ; لأن نعم الله على عباده فيه زائدة على غيره , فكان النبي صلى الله عليه وسلم يؤثر متابعة سنة الله في عباده . فبمجموع ما ذكر من الوقت والمنزول به والنازل والمذاكرة حصل المزيد في الجود . والعلم عند الله تعالى .
قوله : ( فلرسول الله صلى الله عليه وسلم ) الفاء للسببية , واللام للابتداء وزيدت على المبتدأ تأكيدا , أو هي جواب قسم مقدر . والمرسلة أي : المطلقة يعني أنه في الإسراع بالجود أسرع من الريح , وعبر بالمرسلة إشارة إلى دوام هبوبها بالرحمة , وإلى عموم النفع بجوده كما تعم الريح المرسلة جميع ما تهب عليه . ووقع عند أحمد في آخر هذا الحديث " لا يسأل شيئا إلا أعطاه " وثبتت هذه الزيادة في الصحيح من حديث جابر " ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فقال لا " . وقال النووي : في الحديث فوائد : منها الحث على الجود في كل وقت , ومنها الزيادة في رمضان وعند الاجتماع بأهل الصلاح . وفيه زيارة الصلحاء وأهل الخير , وتكرار ذلك إذا كان المزور لا يكرهه , واستحباب الإكثار من القراءة في رمضان وكونها أفضل من سائر الأذكار , إذ لو كان الذكر أفضل أو مساويا لفعلاه . فإن قيل : المقصود تجويد الحفظ , قلنا الحفظ كان حاصلا , والزيادة فيه تحصل ببعض المجالس , وأنه يجوز أن يقال رمضان من غير إضافة غير ذلك مما يظهر بالتأمل . قلت : وفيه إشارة إلى أن ابتداء نزول القرآن كان في شهر رمضان ; لأن نزوله إلى السماء الدنيا جملة واحدة كان في رمضان كما ثبت من حديث ابن عباس , فكان جبريل يتعاهده في كل سنة فيعارضه بما نزل عليه من رمضان إلى رمضان , فلما كان العام الذي توفي فيه عارضه به مرتين كما ثبت في الصحيح عن فاطمة رضي الله عنها . وبهذا يجاب من سأل عن مناسبة إيراد هذا الحديث في هذا الباب والله أعلم بالصواب . | |
| | | | صحيح البخاري (الجزء-الرابع) | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|