منتظر الزايدي صحفي عراقي عادي جدّاً. لا بل هو قبل كلّ شيء عراقي.مواطن عراقي قبل أن يكون صحفيّاً.
هل أخطأت؟
لنعد من جديد.
منتظر الزايدي، عراقي يعمل مراسلاً صحفيّاً.. أليس كذلك؟ منتظر وجد نفسه من ضمن صحفيين آخرين، جاؤوا لتغطية حدث إعلاميّ هامّ بالنسبة للعراق: الوطن المحتلّ، والمدمّر، والذي تعرّض أهله إلى الذلّة والمهانة بفعل وقوع فعل الاحتلال عليهم.. بالقوّة الغاشمة.. على يدي القوات الأمريكية(وحليفتها البريطانيّة بالفعل العلنيّ.. والمتعدّدة ــ من عرب ومن عجم ومن روم ــ بالفعل الصامت أو المنتظر أو الخائف).. التي يرأسها ويقودها بالاسم وبالفعل: جورج بوش نفسه ( رئيس القوات الغازية والمعتدية) الذي وجد منتظر نفسه وجهاً لوجه معه في هذا الملتقى الذي سيعقد فيه، _جنباً إلى جنب ورئيس الحكومة التابعة، مؤتمراً صحفيّاً.
إلى هنا يبدو كلّ شيء عاديّاً.. ولا غبار عليه.
لولا أنّ منتظر رأى فيه انتهاكاً جديداً لعراقه المستباح كغنيمة. جورج بوش جاء ليمارس في وداعه لحليفه المالكي كذبه من جديد..ولآخر مرّة بصفته رئيساً للولايات المعتدية الأميريكية.
منتظر لم يحتمل أن يكون شاهداً بلا حول ولا قوّة.
منتظر لم يحتمل أن يكون مشاركاً صامتاً لما سيجري على الأسماع من كذب ومن نفاق ومن صلف.فنزع حذاءه.. وخاض في الطمي إلى آخره.
ما الذي فعله منتظر غير هذا؟
رمى الرئيس الأمريكي المعتدي بحذائه؟
وماذا في ذلك؟
كتب منتظر بذلك تقريره الإعلاميّ.
تلك كانت مراسلته.
لو كان منتظر شاعراً لكانت تلك قصيدته.
لو كان رسّاماً.. لكانت تلك لوحته.
لو كان.. ماذا كان منتظر غير أنّه عراقيّ؟
هل هي حكاية صعبة؟
منتظر لم يكن(وهو ليس.. الآن وغداً) سوى عراقيّ حرّ!
فليطلقوا حريته.. ليجدها!
!وليطلقوا سراحه.. ليعود إلى عراقه حرّاً