Dragon__Rouge
المساهمات : 210 تاريخ التسجيل : 05/12/2008 العمر : 39
| موضوع: صحيح البخاري ( الجزء -السابع عشر) الإيمان*** (زيادة الإيمان ونقصانه ) الأربعاء ديسمبر 17, 2008 8:04 am | |
| حدثنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا هشام قال حدثنا قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن برة من خير ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرة من خير قال أبو عبد الله قال أبان حدثنا قتادة حدثنا أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم من إيمان مكان من خير فتح الباري بشرح صحيح البخاري قوله : ( هشام ) هو ابن أبي عبد الله الدستوائي , يكنى أبا بكر , وفي طبقته هشام بن حسان لكنه لم يرو هذا الحديث . قوله : ( يخرج ) بفتح أوله وضم الراء , ويروى بالعكس , ويؤيده قوله في الرواية الأخرى " أخرجوا " قوله : ( من قال لا إله إلا الله وفي قلبه ) فيه دليل على اشتراط النطق بالتوحيد , أو المراد بالقول هنا القول النفسي , فالمعنى من أقر بالتوحيد وصدق , فالإقرار لا بد منه , فلهذا أعاده في كل مرة . والتفاوت يحصل في التصديق على الوجه المتقدم . فإن قيل : فكيف لم يذكر الرسالة ؟ فالجواب أن المراد المجموع , وصار الجزء الأول علما عليه كما تقول : قرأت ( قل هو الله أحد ) , أي : السورة كلها . قوله : ( برة ) بضم الموحدة وتشديد الراء المفتوحة وهي القمحة , ومقتضاه أن وزن البرة دون وزن الشعيرة لأنه قدم الشعيرة وتلاها بالبرة ثم الذرة , وكذلك هو في بعض البلاد . فإن قيل إن السياق بالواو وهي لا ترتب , فالجواب أن رواية مسلم من هذا الوجه بلفظ " ثم " وهي للترتيب . قوله : ( ذرة ) بفتح المعجمة وتشديد الراء المفتوحة , وصحفها شعبة - فيما رواه مسلم من طريق يزيد بن زريع عنه - فقال ذرة بالضم وتخفيف الراء , وكأن الحامل له على ذلك كونها من الحبوب فناسبت الشعيرة والبرة . قال مسلم في روايته قال يزيد : صحف فيها أبو بسطام , يعني شعبة . ومعنى الذرة قيل هي أقل الأشياء الموزونة , وقيل هي الهباء الذي يظهر في شعاع الشمس مثل رءوس الإبر , وقيل هي النملة الصغيرة , ويروى عن ابن عباس أنه قال : إذا وضعت كفك في التراب ثم نفضتها فالساقط هو الذر . ويقال إن أربع ذرات وزن خردلة . وللمصنف في أواخر التوحيد من طريق حميد عن أنس مرفوعا " أدخل الجنة من كان في قلبه خردلة , ثم من كان في قلبه أدنى شيء " وهذا معنى الذرة . قوله : ( قال أبان ) هو ابن يزيد العطار , وهذا التعليق وصله الحاكم في كتاب الأربعين له من طريق أبي سلمة . قال : حدثنا أبان بن يزيد . . فذكر الحديث . وفائدة إيراد المصنف له من جهتين : إحداهما تصريح قتادة فيه بالتحديث عن أنس , ثانيتهما تعبيره في المتن بقوله " من إيمان " بدل قوله " من خير " , فبين أن المراد بالخير هنا الإيمان . فإن قيل على الأولى لم لم يكتف بطريق أبان السالمة من التدليس ويسوقها موصولة ؟ فالجواب أن أبان وإن كان مقبولا لكن هشام أتقن منه وأضبط . فجمع المصنف بين المصلحتين . والله الموفق . وسيأتي الكلام على بقية هذا المتن في كتاب التوحيد حيث ذكر المصنف حديث الشفاعة الطويل من هذا الوجه , ورجال هذا الحديث موصولا ومعلقا كلهم بصريون . حدثنا الحسن بن الصباح سمع جعفر بن عون حدثنا أبو العميس أخبرنا قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن عمر بن الخطاب أن رجلا من اليهود قال له يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرءونها لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا قال أي آية قال اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا قال عمر قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائم بعرفة يوم جمعة فتح الباري بشرح صحيح البخاري قوله : ( حدثنا الحسن بن الصباح سمع جعفر بن عون ) مراده " أنه سمع " , وجرت عادتهم بحذف " أنه " في مثل هذا خطا لا نطقا كقال . قوله : ( أن رجلا من اليهود ) هذا الرجل هو كعب الأحبار , بين ذلك مسدد في مسنده والطبري في تفسيره والطبراني في الأوسط كلهم من طريق رجاء بن أبي سلمة عن عبادة بن نسي بضم النون وفتح المهملة عن إسحاق بن خرشة عن قبيصة بن ذؤيب عن كعب . وللمصنف في المغازي من طريق الثوري عن قيس بن مسلم أن ناسا من اليهود . وله في التفسير من هذا الوجه بلفظ : قالت اليهود . فيحمل على أنهم كانوا حين سؤال كعب عن ذلك جماعة , وتكلم كعب على لسانهم . قوله : ( لاتخذنا . . إلخ ) أي لعظمناه وجعلناه عيدا لنا في كل سنة لعظم ما حصل فيه من إكمال الدين . والعيد فعل من العود , وإنما سمي به لأنه يعود في كل عام . قوله ( نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم ) زاد مسلم عن عبد بن حميد عن جعفر بن عون في هذا الحديث ولفظه " إني لأعلم اليوم الذي أنزلت فيه , والمكان الذي نزلت فيه , وزاد عن جعفر بن عون " والساعة التي نزلت فيها على النبي صلى الله عليه وسلم " . فإن قيل : كيف طابق الجواب السؤال لأنه قال : لاتخذناه عيدا , وأجاب عمر رضي الله عنه بمعرفة الوقت والمكان , ولم يقل جعلناه عيدا ؟ والجواب عن هذا أنها نزلت في أخريات نهار عرفة , ويوم العيد إنما يتحقق بأوله , وقد قال الفقهاء إن رؤية الهلال بعد الزوال للقابلة , قاله هكذا بعض من تقدم , وعندي أن هذه الرواية اكتفى فيها بالإشارة , وإلا فرواية إسحاق عن قبيصة التي قدمناها قد نصت على المراد ولفظه " نزلت يوم جمعة يوم عرفة وكلاهما بحمد الله لنا عيد " لفظ الطبري والطبراني " وهما لنا عيدان " وكذا عند الترمذي من حديث ابن عباس " أن يهوديا سأله عن ذلك فقال : نزلت في يوم عيدين , يوم جمعة ويوم عرفة " فظهر أن الجواب تضمن أنهم اتخذوا ذلك اليوم عيدا وهو يوم الجمعة , واتخذوا يوم عرفة عيدا لأنه ليلة العيد , وهكذا كما جاء في الحديث الآتي في الصيام " شهرا عيد لا ينقصان : رمضان وذو الحجة " فسمي رمضان عيدا لأنه يعقبه العيد . فإن قيل : كيف دلت هذه القصة على ترجمة الباب ؟ أجيب من جهة أنها بينت أن نزولها كان بعرفة , وكان ذلك في حجة الوداع التي هي آخر عهد البعثة حين تمت الشريعة وأركانها . والله أعلم . وقد جزم السدي بأنه لم ينزل بعد هذه الآية شيء من الحلال والحرام . | |
|