[color=blue]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
نقل شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله – في كتابه الأصول الثلاثة وأدلتها
قول الشافعي - رحمه الله - عن سورة العصر " لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم "
قال الشيخ صالح الفوزان في شرحه على الأصول الثلاثة :
" قال هذه المقولة - أي الشافعي - لأن الله بين في هذه السورة أسباب الشقاوة وأسباب السعادة
فأسباب السعادة : أن يتصف الإنسان بهذه الصفات الأربع :
العلم ،
والعمل ،
والدعوة ،
والصبر على الأذى في سبيل الله تعالى ،
فقامت الحجة من الله على خلقه بهذه السورة القصيرة المختصرة .
والقران كله والسُّنه هما تفاصيل لهذه المسائل الأربع ، لكن هذه السورة بينت أسباب السعادة مجملة ، فقامت بها الحجة على الخلق ، وبقية نصوص القرآن والسُّنة مُفصِّلة ومبيِّنة لهذه المسائل الأربع ، وليس معنى كلام الشافعي أن هذه السورة تكفي الناس ، لو ما أنزل الله غيرها لكنها أقامت الحجة عليهم ؛ لأن الله بيَّن فيها أسباب السعادة وأسباب الشقاوة ، فلا أحد يوم القيامة يقول : أنا لا أعرف أسباب السعادة ولا أعرف أسباب الشقاوة وهو يقرأ هذه السورة المختصرة الوجيزة" أنتهى
المصدر : شرح الأصول الثلاثة لمعالي الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله
وقال العلامة عبد الرحمن السعدي – رحمه الله – في تفسير قوله تعالى :
( وَالْعَصْرِ . إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ )
أقسم تعالى بالعصر، الذي هو الليل والنهار، محل أفعال العباد وأعمالهم
أن كل إنسان خاسر
والخاسر ضد الرابح
والخسار مراتب متعددة متفاوتة :
* قد يكون خسارًا مطلقًا
كحال من خسر الدنيا والآخرة، وفاته النعيم، واستحق الجحيم
* وقد يكون خاسرًا من بعض الوجوه دون بعض
ولهذا عمم الله الخسار لكل إنسان، إلا من اتصف بأربع صفات:
الإيمان بما أمر الله بالإيمان به :
ولا يكون الإيمان بدون العلم، فهو فرع عنه لا يتم إلا به
والعمل الصالح :
وهذا شامل لأفعال الخير كلها، الظاهرة والباطنة، المتعلقة بحق الله وحق عباده ، الواجبة والمستحبة
والتواصي بالحق :
الذي هو الإيمان والعمل الصالح، أي: يوصي بعضهم بعضًا بذلك، ويحثه عليه، ويرغبه فيه
والتواصي بالصبر :
على طاعة الله، وعن معصية الله، وعلى أقدار الله المؤلمة
فبالأمرين الأولين، يكمل الإنسان نفسه
وبالأمرين الأخيرين يكمل غيره
وبتكميل الأمور الأربعة ، يكون الإنسان قد سلم من الخسار ، وفاز بالربح العظيم[/color]