....عنه؛ لتلقى الله وأنت مرحومٌ، فإنه من يرحم الناس يرحمه الله عز وجل.كذالك ومن أعظم الحقوق حق الجار الذي أوصى به الحبيب فعليك أن تعامله معاملة حسن وأن تكرمه حق الإكرام كان لعبد الله بن المبارك جار يهودي فأراد أن يبيع داره ، فقيل له : بكم تبيع ؟ قال : بألفين . فقيل له : لا تساوي إلا ألفا . قال : صدقتم ولكن ألف للدار وألف لجوار عبد الله بن المبارك . فأخبر عبد الله بن المبارك بذلك فدعاه فأعطاه ثمن الدار ، وقال له لاتبعها . باع أبو جهم العدوي داره بمائة ألف درهم ، ثم قال : فبكم تشترون جوار سعيد بن العاص ؟ قالوا وهل يشترى جوار قط ؟؟ثم ندم وقال ردوا علي داري ، ثم خذوا مالكم ، لا أدع جوار رجل ، إن قعدت ، سأل عني ، وإن رآني ، رحب بي ، وإن غبت حفظني ، وإن شهدت قربني ، وإن سألته ، قضى حاجتي ، وإن لم أسأله ، بدأني ، وإن نابتني جائحة ، فرج عني ، فبلغ ذلك سعيدا فبعث إليه بمائة ألف درهم .
الله اكبر أيها الأحباب: لقد انتشر في أوساطنا وفي بيوتنا ومجتمعاتنا مرض الغيبة، والنميمة المشتتة للقلوب بل والمهدمة للبيوت وهو داء فتاك ومرض مزمن أعظم من مرض السرطان بالنسبة للأبدان واسمع إلى موقف السلف الصالح من الغيبة أتى رجل إلى الحسن البصري رحمه الله فقال: يا أبا سعيد ، فلان بن فلان اغتابك صباح هذا اليوم، سبك وشتمك في المجلس، فقال انتظر قليلاً، فذهب فأتى بطبق فوضع فيه رطباً، ثم قال له: اذهب إليه وسلم عليه، وقل له: أهدى لنا حسناته وأهدينا له رطباً، والحسنات أغلى من الرطب. وأتى رجل إلى جعفر الصادق، فسب رجلاً من المسلمين في مجلسه، فقال له جعفر الصادق -وهو من العلماء الكبار في الأمة: أقاتلت الروم؟! أقاتلت فارس؟! قال: لا. فقال: يسلم منك الروم وفارس ولا يسلم منك المسلمون وأتى رجل إلى محمد بن واسع ، فأخذ ينتقد عباد الله ويغتابهم، فقال محمد بن واسع : أما تذكرت إذا لففت في الأكفان؟ أما تذكرت إذا وضعت على الخشب وغسلت بالماء بعد الموت؟ أما ذكرت إذا وضع القطن على عينيك وفي فمك؟ قال: نعم تذكرت قال: اتق الله في أعراض المسلمين. لان عرض المسلم أمره عظيم، يوم أن يجلس المسلم فينسى الله وموعوده ويتحدث عن أعراض المسلمين بالهوى، ويسب ويشتم استجابة للهوى، لسانك لا تذكر به عورة امرئ فكلك عورات وللناس ألسن =وعينك إن أبدت إليك معايباً لقـوم فقل: ياعين للناس أعين الله اكبر ايها الحبيب دافع عن أعراض المسلمين واستر عوراتهم واعلم أن من حفظ أعراض المسلمين حفظ الله عرضه، وأن من جرح المسلمين فضحه الله على رءوس الأشهاد، وفي الحديث: {يا أيها الناس! لا تتبعوا عورات المسلمين؛ فإن من تتبع عورة مسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في عقر داره فاجعل المحبة دائما نصب عينيك وأكدها فى هذا اليوم المبارك كان السلف الصالح تسود المودة بينهم فمن منا اليوم يدعو لإخوانه في السحر أي في أخرا ليل ويسميهم بأسمائهم؟! يقول أبو الدرداء وهو يؤسس مدرسة الحب والإخاء: [[والله إني لأدعو في السحر لسبعين من إخواني بأسمائهم ]] ويكتب الإمام الشافعي للإمام أحمد ويقول له: أحب الصالحين ولست منهم لعلي أن أنال بهم شفاعة وأكره من تجارته المعاصي ولو كنـا سواءً في البضاعة : بل كانوا يتواصون بهذه الكلمات الجامعات: يا ابن آدم عملك عملك فإنما هو لحمك ودمك، فانظر على أي حال تلقى عملَك، ولا تحقرنّ من الخير شيئاً وإن صغر فإنك إذا رأيته سرّك مكانه، ولا تحقرن من الشر شيئاً، فإنك إذا رأيته ساءك مكانه، وإياكم ومحقرات الذنوب، يا ابن آدم بع دنياك بآخرتك.. تربحهما جميعاً، ولا تبيعن آخرتك بدنياك.. فتخسرهما جميعاً،الله اكبر هاهو يوم العيد فرصة ثمينة ومنحة غالية لتتقوى رابطة الأخوة بين الناس نكاية في أعداء الإسلام وإغاظة للشيطان، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - كما في سنن الترمذي (... عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ وَإِيَّاكُمْ وَالْفُرْقَةَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ وَهُوَ مِنْ الِاثْنَيْنِ أَبْعَدُ مَنْ أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ فَلْيَلْزَمْ الْجَمَاعَةَ).وهاهو الرسول يدلنا على فضل الاجتماع بين المسلمين، فقال: (ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا) [رواه أحمد وأبو داود والترمذي عن البراء].وتأمل في هذه الصورة العجيبة من اجتماع الصحابة. قَالَ أَبُو ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيُّ: كَانَ النَّاسُ إِذَا نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَنْزِلًا تَفَرَّقُوا فِي الشِّعَابِ وَالْأَوْدِيَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: (إِنَّ تَفَرُّقَكُمْ فِي هَذِهِ الشِّعَابِ وَالْأَوْدِيَةِ إِنَّمَا ذَلِكُمْ مِنْ الشَّيْطَانِ). فَلَمْ يَنْزِلْ بَعْدَ ذَلِكَ مَنْزِلًا إِلَّا انْضَمَّ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ حَتَّى يُقَالَ: ' لَوْ بُسِطَ عَلَيْهِمْ ثَوْبٌ لَعَمَّهُمْ'...يتبع