Dragon__Rouge
المساهمات : 210 تاريخ التسجيل : 05/12/2008 العمر : 39
| موضوع: البحث الخاص بالمسواك الجزء الثاني الأربعاء ديسمبر 10, 2008 8:25 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته والأساريع جمع أُسروع وقد جاء في قواميس اللغة أن الأُسروع يطلق على يرقة الفراش، وهي دودة تتغذى بشراهة على أوراق الشجر الذي تنمو وتعيش عليه، ومنها دودة القز التي تصنع الإبرَيْسَم (الحرير)، كمما أن الأساريع خطوط وطرائق في القوس، والواحدة أُسروع ويَسروع. والسرع كل قضيب رطب، ومنه قضيب الكرم الغض. والشاعر يقول إن حبيبته تناوله بيد غضة ناعمة رَخصة لا غليظة ولا كَزَّة، وقد شبهها مرة بقضيب ظبي (وقيل بل شبهها بدودة القز الرطبة اللينة، وظبي ها هنا اسم موضع) وشبهها مرة أخرى بمساويك الإسحل الرقيقة الغضة الطرية. وقال الشاعر وهو يتحدث إلى محبوبته: يا سيدي إن جُزتَ وادي الأراكْ وقبَّلَتْ أعوادُهُ الخضرُ فاكْ ابعـث إلى المملـوك من بعضِهِ فإننـي والله مالـي سواكْ وهو ها هنا يخاطب المحبوب ويطلب من أن يبعث له بالسواك (أو بعضه) الذي استخدمه والذي حظي بثغر المحبوب وقبَّله، ويقسم بأنه (ليس له سواك) وليس له أحد غير المحبوب أو ليس له سواك يستاك به.. وهو من تداخل المعاني اللطيفة. وقد جاء في حاشية الرهوني على شرح الزرقاني مختصر خليل أن الحكيم الترمذي (محمد بن علي) المشهور بالولاية والعلم صنف كتاباً في السواك وذكر فيه قصة: أن الإمام علي كرم الله وجهه دخل على سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء فرآها تستاك فأنشد قائلاً: هُنِّيت يا عـودَ الأراك بثغرها ما خِفتَ منـي يا أراك أراكا لو كـان غيرك يا سواك قتلته ما فاز منِّي يا سـواك سواكا وقد أورد أيضاً هذه الأبيات الباجوري في حاشيته، أخبرني بذلك العلامة الشاعر المؤرخ المحدث الفقيه السيد محمد أحمد الشاطري، ومما رواه لي في هذا الباب قول الشاعر: يا قٌرّة العيـن إنـي لا أُسميــكِ أكنّي بأخرى ولكن أنتِ أعنيك يا أطيب الناس ثغراً غير مُختَبَرٍ إلا شهادة أطـراف المساويكِ قد زرتِنا مرةَ في الدهـر واحـدةً ثنّي ولا تجعليها بيضـة الديكِ فمحبوبة طاهرة مطهرة وهي أطيب الناس ثغراً ويشهد لها بذلك أطراف المساويك إذ لم يلمس شفتيها أحد غير المساويك، ثم يطلب من حبيبته النقيّة أن تزوره مرة أخرى ولا تجعل تلك الزيارة بيضة الديك، لأنهم يزعمون أن الديك يبيض في الدهر مرة واحدة فقط... فوائد السواك نظماً: ذكر الناظمون فوائد السواك وتباروا في ذلك. قال الناظم الشاعر: إن السـواك يُستحـبُّ لسُنَّةٍ ولأنه مما يطيب لـه الفمُ لم تخشَ من حفَرٍ إذا أدمنته وبه يُسال من اللّهاة البلغمُ وقد أجمل الشاعر فوائد السواك بأنه سُنّة ثابتة عن المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وأنه يطيب نكهة الفم ويحسن صحته.. وأنه يقي من الحَفَر.. والحَفَر بالتحريك: التراب يستخرج من الحُفرة، وتقول: في أسنانه حفَر، إذا فسدت أصولها وأَحفَر المهر إذا ذهبت رواضعه وهي الثنايا والرباعيات، أي الأسنان اللبنية التي تظهر في مقدمة الفم والتي تظهر في سن الرضاع. والحفر هو البيوريا والنّساع أو التهاب ما حول السن. وقد ذكر الشاعر من هذه المزايا أربع: أنه سُنة، وأنه يُذهب البَخَر (النفس الكريه) ويُطيب الفم، وأنه يمنع حدوث الحفر، وأنه ينزع البلغم. وقد ذكر الإمام الحافظ ابن حجر الععسقلاني عدة أبيات في فوائد السواك ننقلها من كتاب: حاشية الرهوني على شرح الزرقاني لمختصر خليل، ويبدو فيها الفقيه المحدث الذي ليس له حظّ من الشعر، قال الحافظ: إن السواك من رضى الرحمان وهـو كذا مبيّضُ الأسنانِ مطهّر الثغر ومُذكــي الفِطنهْ يزيد فـي فصاحة وحُسنهْ مشـدد اللثـة أيضـاً مُذهـبُ لبَخَرٍ وللعــدوّ مُرهـبُ كـذا يصفـي حلقـه ويقطـعُ رطـوبةً وللغـذاء ينفـعُ ومبطـئٌ للشـيب و الإهـرامِ ومُهضـمٌ للأكل و الطعامِ و قـد غـدا مُـذَكّـرَ الشهادةِ مسهّل النزع لدى الشهادة ومُـرغـم الشيطـانِ والعـدوِّ و العقلَ والجسمَ كذا يقويّ و مُـورثٌ لِسَعَــةٍ مع الغنى و مذهبُ الآلام حتى لَلعنا وللصــداع وعـروقِ الراسِ مُسـكّنٌ لوجع الأضراسِ يزيد في مالٍ وينمـي الولَـدا مُطهرٌ للقلب جالٍ للصدى مبيّضٌ للوجـه جالٍ للبصرْ ومُذهبٌ للبلغم مع الحَفَرْ ميسِّـرٌ موسّـعٌ للــرزقِ مـفرِّحٌ للكاتبيـن الحقِّ وهي فوائد متعددة فهو مرضي للرحمن، مغضب للشيطان، مبيض للأسنان، مطهر للفم مذهب للبخر، مشدد للثة حافظ لها من الحفر، وهو يزيد من الفصاحة ومذكي للفطنة، مفيد للصحة، مزيل للصداع وعروق الرأس، مبيّض للوجه فهو يجلوه ويجلو القلب لما يصحبه من ذكر الله ومن إقامة للصلاة وقراءة للقرآن، ولذا بركاته تظهر في الحال والمال والولد، ويوسع الرزق ويفرح الملكين الكاتبين ويرضيهما جداً، وبالتالي مُهين مرغم للشيطان والأعداء.. وبالإضافة إلى ذلك فهو ينزع البلغم وبالتالي يبطئ الشيب والهرم لارتباط الشيخوخة بالبلغم كما يقرره أطباء ذلك الزمان (من جالينوس إلى الرازي وابن سينا وغيرهم)، وهو لذلك منشط للجسم مساعد على الصحة مذهب للآلام ومسكن لوجع الأضراس. وننهي هذا الفصل بأبيات للعلامة الداعية إلى الله الحبيب عبد الله الشاطري يذكر فيها من ابتُلي بالدخان مقرّعاً له وموبخاً، ويطلب من أن يستبدل السيجارة بالسواك فيقول: يا تائهـاً فـي الغيّ من أعماكا؟ وبحبّ هذا الداء من أغراكا؟ يا تائهـاً في مَهْمـهِ الغفـلات يا متجـاهلاً متخبطاً بخطاكا!! تستحسن التُمباك في فيكا الطهور وتستحي أن تأخذ المسواكا؟! والشـرع ثم الطب قد نهياكا عن هذا الأذى، وبفضل ذا أمراكا لو كنت تعكس في القضية كان أو لـي منك لكن اللعينْ أغراكا أتراك تفعلــه وجَـدُّك حاضـر لا والذي مــن نُطفةٍ سواّكا مـا ينبغي لك يا ابن طه ترتضي خُلُقَ اللئامِ و شؤمها يغشـاكا وخلـعت جلباب الحياء وقلت ذا حريةٌ ، أخطـأت في مرماكا السواك في الأحاديث النبوية لقد ورد في السواك، كما يقول الأمير الصنعاني في كتابه (سبل السلام شرح بلوغ المرام من أدلة الأحكام)، أكثر من مائة حديث. وقد جمع الإمام أبو نعيم الأصفهاني فيها كتاباً جامعاً سمّاه (السواك). واستعرض الإمام ابن حجر العسقلاني في كتابه الموسوعي الفذ (فتح الباري شرح صحيح البخاري) الأحاديث التي أوردها في صحيحه مفرقة في كتاب الوضوء، باب السواك، وكتاب الجمعة، باب السواك يوم الجمعة وباب الطيب يوم الجمعة، وباب من تسوك بسواك غيره، وكتاب الصيام باب اغتسال الصائم وباب سواك الرطب واليابس للصائم وشرحها شرحاً مفصلاً وأورد معها الأحاديث التي أخرجها غيره من أهل الحديث في السواك. وكذلك استعرض الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم أحاديث السواك. وهكذا فعل محمد شمس الحق العظيم آبادي في كتابه (عون المعبود شرح سنن أبي داود). وفيما يلي نبذة صالحة من الأحاديث النبوية الشريفة رُتبت حسب موضوعها المتعلق بالسواك كما يلي: الأحاديث الحاثة على السواك وبيان فضله: عن أبي هريرة رضي الله عنه يرفعه: (لولا أن أشُقّ على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة). عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله r قال: (تسوّكوا فإن السواك مطهرة للفم مرضاه للرب). عن ابن عباس رضي الله عنهما يرفعه: (عليك بالسواك فإنه مطهرة للفم مرضاه للرب). عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه أن النبي r قال: (تدخلون عليّ قُلحاً؟! استاكوا). عن تمام بن العباس رضي الله عنهما أن رسول الله صـــ قال: (مالي أراكم تأتوني قُلحاً؟! استاكوا). عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله r قال: (استاكوا، استاكوا، لا تأتوني قُلحاً، لولا أن أشقّ على أمتي لفرضت عليهم السواك عند كل صلاة). (السواك مطهرة للفم مرضاة للرب)، [أخرجه أحمد في مسنده عن أبي بكر الشافعي، وأخرجه النسائي وابن حبان والبيهقي في السنن الكبرى والحاكم في المستدرك عن عائشة رضي الله عنها. وأخرجه ابن ماجه عن أبي أمامة رضي الله عنه]. (السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب، ومجلاة للبصر)، [أخرجه الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما]. السواك نصف الوضوء، والوضوء نصف الإيمان). (السواك واجب، وغسل الجمعة واجب، على كل مسلم)، [أخرجه أبو نعيم في كتاب السواك عن عبد الله بن عمرو وعن رافع بن خديج رضي الله عنهما]. (السواك من الفطرة)، [أخرجه أبو نعيم عن عبد الله بن جرار]. (أمرت بالسواك حتى خشيت أن يكتب علي)، [أخرجه أحمد في مسنده عن واثله رضي الله عنهما]. (أمرت بالسواك حتى خفت على أسناني)، [أخرجه الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما]. (أمرت بالسواك حتى خشيت أن أَدْرُدَ)، [أخرجه البزار عن أنس رضي الله عنه]. والدَّرَدُ: سقوط الأسنان. (أمرني جبريل بالسواك حتى ظننت أني سأدرد)، [أخرجه الطبراني في الأوسط عن سهل بن سعد]. (أني لأستاك حتى خشيت أن أحفي مقادم فمي)، [أخرجه ابن ماجة عن أبي أمامة]. (استاكوا وتنظفوا وأوتروا فإن الله عزّ وجل وتر يحب الوتر)، [أخرجه ابن أبي شيبة والطبراني في الأوسط عن سلمان بن صرد]. السواك سُنّة فاستاكوا، أيّ وقت شئتم)، [أخرجه الديلمي في الفردوس عن أبي هريرة]. (حقٌّ على كل مسلم السواك، وغسل يوم الجمعة، وأن يمسّ من طيب أهله إن كان)، [أخرجه البزار عن ثوبان]. (لولا أن تضعفوا لأمرتكم بالسواك عند كل صلاة)، [أخرجه البزار عن أنس]. إذا قام الرجل يتوضأ ليلاً أو نهاراً فأحسن الوضوء واستنّ، ثم قام فصلى أطاف به الملك ودنا منه حتى يضع فاه على فيه، فما يقرأ إلا في فيه، فإن لم يستنّ أطاف به ولا يضع فاه على فيه)، [أخرجه محمد بن نصر في (الصلاة) عن شهاب مرسلاً]. ( إذا قام أحدكم من الليل فليَستك، فإن أحدكم إذا قرأ في صلاته وضع ملك فاه على فيه ولا يخرج من فيه شيء إلا دخل فم الملك). [أخرجه البيهقي في شعب الإيمان وتمام والضياء المقدسي في المختارة عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما]. (الغسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم، وأن يستنّ، وأن يمسّ طيباً إن وجده)، [أخرجه البخاري معلقاً في صحيحه باب السواك يوم الجمعة وباب الطيب يوم الجمعة. وقد وصله أحمد والنسائي وابن خزيمة يلفظ: (إن الغسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم، والسواك، وأن يمسّ من الطيب ما يقدر عليه). (لقد أكثرت عليكم في السواك)، [أخرجه البخاري في صحيحه عن أنس رضي الله عنه] أي بالغت في تكرير طلبه منكم، أو إيراد الأخبار في الترغيب فيه. عن عائشة رضي الله عنها قالت: (وما زال النبي r يذكر السواك حتى خشيت أن ينزل فيه قرآن)، [أخرجه أبو يعلى]. (ركعتان بالسواك أفضل من سبعين ركعة بدون سواك)، [أخرجه أبو نعيم بإسناد حسن عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما]. (لأن أصلي ركعتين بسواك أحبّ إلى من أن أصلي سبعين ركعة بدون سواك)، [أخرجه أبو نعيم بإسناد جيد عن ابن عباس رضي الله عنهما]. | |
|