Admin Admin
المساهمات : 40 تاريخ التسجيل : 06/11/2008
| موضوع: أسماء الله الحسنى ( إسم الله - الرب - 4 - ) الأحد ديسمبر 14, 2008 4:38 am | |
| إخوانا الكرام.. فهم المصائب يحتاج إلى إيمان؛ لذلك قالوا مصائب المؤمنين مصائب دفع ورفع. الله عز وجل يدفعنا إلى بابه، يسوق لنا من الشدائد ما يدفعنا إلى بابه: {تاب الله عليهم}، أي ساق لهم من الشدائد: {تاب الله عليهم ليتوبوا}، وفى آية: {تابوا فتاب الله عليهم }، إذا جاءت توبة الله بعد توبة العبد فهي قبول التوبة وإذا جاءت توبة الله قبل توبة العبد فهي سبب التوبة؛ لذلك حينما تفهم على الله حكمته تكون قد قطعت أربعة أخماس الطريق إلى الله عز وجل. حينما تفهم حكمة المصائب يعني ما من عثارة في بعض الآثار، ما من عثارة، ولا اختلاج عرق، ولا ختش عود إلا بما قدمت أيديكم وما يعفو الله أكثر . الله عزوجل غني عن تعذيبنا، غني عن أن يسوق لنا الشدائد لكن النبي الكريم يقول: {عجب ربكم من قوم يساقون إلى الجنة بسلاسل}، وأنا أؤكد لك أنك إذا دخلت إلى المسجد ورأيت فيه جمعاً غفيراً تعتقد جازماً أن عدداً كبيراً من هؤلاء كان إقباله على الله عز وجل عقب معالجة حكيمة. ومعنى مصيبة أن الله سبحانه وتعالى خبير بهذا الإنسان، يعرف نقطة ضعفه، فالذي عنده مال وفير لا يتأثر بفقد المال، قد تخدش كرامته، والذي يحتاج أشد الحاجة إلى المال قد يكون نقص المال أحد وسائل تأديبه. فينبغي أن تفهم على الله حكمته وأنك إذا فهمت على الله قطعت أربعة أخماس الطريق إلى الله؛ لذلك مصائب المؤمنين مصائب دفع ورفع. أحيانا لك عند الله مرتبة، عملك لا يكفيك كي تناله، إذن: لابد من أن يسوق الله لك من بعض الشدائد حتى يرفع مقامك عنده. إذن: للمؤمنين الآية الكريمة: {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون }. إذن: مصائب المؤمنين مصائب دفع ورفع، دفع إلى باب الله ورفع لمقام المؤمن عند الله. لكن مصائب الذين شردوا عنه مصائب ردع، أو قسم ردع، أو قسم هؤلاء زمرة أخرى، أما الأنبياء مصائبهم مصائب كشف؛ لأن في كمالات بأنفسهم لا يمكن أن تظهر إلا عن طريق الشدائد. كما أن النبي _عليه الصلاة والسلام_ مشى على قدميه إلى الطائف ثمانين كيلو متر ليدعوهم إلى الله فبالغوا بتكذيبه وبالسخرية منه وأغروا صبيانهم أن ينالوا منه حتى سال الدم من قدميه الشريفتين وحتى ألجؤه إلى حائط وهنا قال: "رب إن لم يكن بك غضب علي فلا بالي لك العتبى حتى ترضى لكن عافيتك أوسع لي"، ومكنه الله من أن ينتقم فجاءه ملك الجبال قال: يا محمد أمرني ربي أن أكون طوع إرادتك لو شأت لأطبقت عليهم الأخشبين، قال: "لا يا أخي اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون لعل الله يخرج من أصلابهم من يوحده". مصائب الأنبياء مصائب كشف، مصائب الذين شردوا على الله مصائب ردع أو قسم، مصائب المؤمنين مصائب دفع أو رفع. . مرة ثانية: {وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة }، النعم الظاهرة ظاهرة وفهمها سهل لكن النعم الباطنة تحتاج إلى تأمل وتحتاج إلى إيمان كي تفهمها. الشيء الآخر أيها الأخوة، يقول الله عز وجل: {ولولا أن تصيبهم مصيبة بما قدمت أيديهم } لقالوا يوم القيامة{ربنا }_ دقق _ {لولا أرسلت إلينا رسولا}،{ولولا أن تصيبهم مصيبة بما قدمت أيديهم لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك ونكون من المؤمنين }، في الآية الكريمة المصيبة رسالة، والآن _بالسياسة المعاصرة_ في رسائل غير كتابية وغير شفهية، يعني بسير عرض عسكري يقال هذا العرض العسكري رسالة إلى دول الجوار أحيانا. في الآن بالسياسة المعاصرة رسائل كثيرة جداً.. عمل معين، سحب سفير فرضاً، بيسموه رسالة. يجب أن نفهم فهماً عميقاً أن ما يسوقه الله عز وجل لعبده المؤمن من مصائب هو في الحقيقة رسالة، والدليل هو هذه الآية: {ولولا أن تصيبهم مصيبة بما قدمت أيديهم لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولاً فنتبع آياتك ونكون من المؤمنين }، وفى آية: {من قبل أن نزل ونخزى }، هذه الآية دقيقة جداً.. إنها تعني أن كل شيء وقع إرادة الله، وأن كل شيء أراده الله وقع، وان إرادة الله متعلقة بالحكمة المطلقة وأن الحكمة المطلقة متعلقة بالخير المطلق. هذه الآية تبين أنه من لم تحدث المصيبة في نفسه موعظة فمصيبته في نفسه أكبر. أوضحها بمثال: لو أن طالباً في الصف الرابع الابتدائي قال لأبيه مرة أريد أن أترك المدرسة، والمثل يعني تركيبي فالأب_ في بساطة ما بعدها بساطة_ قال لابنه كما تريد يا بني، هذا ثاني يوم ما، في مدرسة ما، في وظائف ما، في أستاذ ما، في شدة ما، في قسوة ما، في تكليف ما، في رسالة إلى الأب. تعال لتبحث معنا مشكلة ابنك شعر أنه أفضل من أي شاب، أفضل من أي طفل آخر، في الأرض نشأ على العطالة والبطالة وارتياد الملاهي ودور السينما وصحبة الأرازيل فلما تقدم كبر لا عمل ولا وظيفة ولا شهادة ولا زوجة ولا بيتاً حقد على والده، قال له مرة ثانية: يا ابني لم قلت لك لا أريد أن أدرس؟ لم لم تضربني؟ لم لم تسق لي بعض الشدة؟ لذلك يوم القيامة حينما يكشف الله لنا سر هذا القضاء والقدر الذي ساقه لنا ليحملنا على طاعته والإقبال عليه والنجاة من النار لذابت نفوسنا محبة له؛ لذلك العبرة أن تعرف حكمة المصيبة. ومرة سادسة، من لم تحدث المصيبة في نفسه موعظة فمصيبته في نفسه أكبر لأن كل شيء الإنسان يصيبه فيه حكمة ما بعدها حكمة. فبطولة الإنسان أن يحسن فهم المصيبة؛ لأنه إذا أحسن فهمها استفاد منها وإن لم يحسن فهمها لم ينتفع بها؛ا لذلك الدهر يومان يوم لك ويوم عليك هذا فهم غير صحيح للمصيبة. يعني كثير في تثير مشكلات في بعض البلاد، الله عز وجل قال: { قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعاً ليذيق بعضكم بأس بعض }، وفى آيات كثيرة جداً: {ضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس والجوع والخوف بما كانوا يصنعون }. البطولة أن تملك التفسير القرآني لما يجري الآن في تحليلات لا تنتهي ودراسات للأحداث وتأملات وتصورات وأطروحات ما أكثرها. بطولتك كمؤمن أن تعتمد التفسير القرآني: {ضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون }، بالمناسبة.. إخواننا الكرام_ الآيات القرآنية المتعلقة بالمصائب لفظاً ومعنى تقترب من مائة آية في القرآن في كتاب الله في وحي السماء. يجب أن نفهم على الله حكمته من الشدة، وأحيانا تكون الشدة سبباً للنجاة، وفي بعض الحكم ربما أعطاك فمنعك وربما منعك فأعطاك، وإذا فهمت الحكمة في المنع عاد المنع عين العطاء وربما أعطاك فمنعك وربما، منعك فأعطاك، وإذا فهمت الحكمة في المنع عاد المنع عين العطاء؛ لذلك بطولة المؤمن أن يفهم حكمة المصائب. عندئذٍ بدلا من أن يحقد، بدلا من أن يتألم، بدلا من أن يسحق، بدلا من أن يصاب بالإحباط... يستبشر ويتفاءل ويتحرك. الآية التي بعدها: {أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم إنا هذا قل هو من عند أنفسكم}، اعتقد يقيناً أن الله غني عن تعذيبك، وما يفعل هذا الإله العظيم الرب الكريم خالق السماوات والأرض بعبد ضعيف؟ ما يفعل بهذه المصيبة التي يسوقها إليك؟ حتى إنه ورد في بعض أحداث السيرة أن النبي _عليه الصلاة والسلام_ رأى رجلا يقف في الشمس فسأل: "لما يقف هذا هنا"، قال: نذر أن يقف بالشمس، فقال: "مروه فليتحول فإن الله غني عن تعذيب هذا نفسه ". الله غني عن تعذيبنا؛ لذلك في حقيقة في الإسلام خطيرة جداً لا يمكن أن تكون المشقة مطلوبة بذاتها إطلاقا لأن صباحاً في أيام الشتاء القارص في صنبور ماء بارد لا يحتمل وصنبور ماء ساخن تقول أنا أتوضأ بالماء البارد حتى يكبر أجري، ما لك أجر لأن المشقة في الإسلام ليست مطلوبة بذاتها، توضأ بالماء الدافئ. تقول: أنا أسافر إلى الحج ماشيا حتى يتضاعف الأجر، ما لك اجر، لما كان الحج طريقه الوحيد هو المشي أو ركوب الجمل لك أجر كبير، أثناء الطواف ازدحام كثير لك أجر كبير. أما حينما تبتغى المشقة لذاتها هذا فهم مخطئ في الإسلام: "مروه أن يتحول فإن الله غني عن تعذيب هذا نفسه" . وإن الله {في السماء إله وفي الأرض إله}، وإن الله عز وجل {إليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه}، وإنه{ ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها}، وإنه {ما لكم من دونه من ولى ولا يشرك في حكمه أحدا}. هذه آيات التوحيد، ومن يؤمن بالله إن الله فعال في الأرض إله وفي السماء إله والأمر كله بيده وما تسقط من ورقة إلا هو يعلمها، أنت حين ما تؤمن يهده إيمانا دقيقاً وعميقاً تكتشف أن هذه المصيبة وراءها في حكمة بالغة: {ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه} إلى حكمته. أحيانا تأتي المصيبة من جنس المعصية. يأتي الإنسان عليه زكاة مال إيداع ألف وخمسمائة ريال بالضبط أضافت عليه زوجته ضغطاً لا يحتمل ليصبح البيت بهذا المبلغ فاستجاب لها، مركبته أصابت حادثا بعد أن أصلحها الفاتورة بالضبط إيداع ألف وخمسمائة ريال، الرقمين رسالة من الله، توافق الرقمين رسالة من الله. أحيانا تأتي المصيبة متطابقة مع الذنب. إذن: هذا إعلام من الله عز وجل، بالمناسبة.. لا يمكن لمربي أن يعاقب دون أن يبين: {ما أصاب من مصيبة فبإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه} إلى حكمته. أنت اسأل الله عز وجل يارب ما حكمة هذه المصيبة؟ في كل مصيبة حكمة، ابحث عنها، إما أن تقبل هذا الأمر من دون فهم وبفهم ساذج وإلا قلب لي القدر ظهر الميزان. كلام مضحك ما له معنى، قلب لي القدر ظهر الميزان! الدهر يومان يوم لك ويوم عليك. هكذا شأن الحياة عندما تفهم المصيبة فهم وسمى فهم بعيد عن فهم الإيمان فأنت واقع في خطأ كبير. يجب أن تفهم أن الله سبحانه وتعالى غني عن تعذيب عباده، فإذا ساق لهم بعض الشدائد فلحكمة بالغة. وينبغي أن نفهم أيضا أن تقنين الله _إن صح التعبير_ لا يمكن أن يكون تقنين عجز، لابد أن يكون تقنين تأديب، تقنين الله حتى في الأمطار: {وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا}،{ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض }. آيات كثيرة: {ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم }. فنحن في الصق الموضوعات باسم الرب. المصائب التي يسوقها الله لعباده، والمؤمن في ضوء القرآن الكريم وفي ضوء النور الذي ألقي في قلبه يفهم حكمة الله في المصائب فإذا فهم الحكمة عاد المنع عين العطاء، والحمد لله رب العالمين .
| |
|
حسناء
المساهمات : 122 تاريخ التسجيل : 06/12/2008 العمر : 39 الموقع : www.55a.net
| موضوع: رد: أسماء الله الحسنى ( إسم الله - الرب - 4 - ) الثلاثاء ديسمبر 16, 2008 6:06 pm | |
| جزاك الله خيرا
و باركك الله فيك
ان شاء الله تكون الفائدة عاامة
دمت بود و اخلاص | |
|