Dragon__Rouge
المساهمات : 210 تاريخ التسجيل : 05/12/2008 العمر : 39
| موضوع: البحث الخاص بالمسواك الجزء الخامس الأربعاء ديسمبر 10, 2008 9:07 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله تعالى شرح الحديث: الحَفََر بالتحريك: التراب يستخرج من الحفرة. ونقول في أسنانه حَفَر: إذا فسدت أصولها. قال يعقوب: هو سُلاقٌ في أصول الأسنان (والسلاق تقشرٌ في أصول الأسنان، وله معاني أخرى ليس ها هنا موقعها) ويقال: أصبح فم فلان محفوراً. ومرض الحَفَر الذي جاء في الحديث الشريف هو المرض المعروف باسم البيوريا (Pyrorrhea) أو مرض محيط السن (Periodentitis) ويصيب اللثة وارتباطها بالسن والعظم السنخي (الدردري) (Alveolar bone) المحيط بالسن، ويؤدي إلى فقدان السن وسقوطه وهو ما أشارت إليه المعاجم اللغوية في تعريف كلمة الحفر. وقد جاء في الحديث الشريف أن السواك يذهب بالحفر، أي يمنع ظهوره ووجوده ولا يجعل له سبيلاً إلى الفم. (وينزع البلغم) كان القدماء يستخدمون تعابير معينة ـ وهي مبنية على ما هو معروف في ذلك الزمان ـ من الأمزجة الأربعة وهي: البلغم، والدم، والمرة السوداء، والمرة الصفراء. والبلغم ـ حسب هذه النظرية ـ هو سكن البرودة والرطوبة. وخلق الله ـ كما يقول شيخ الأطباء القدماء أبو بكر الرازي ـ الدماغ والرئة، وكل ما في البدن من الأعضاء الباردة والرطبة من البلغم (بما في ذلك الدماغ والجهاز العصبي، والجهاز التنفسي لأن من الأنف والقصبات الهوائية يخرج البلغم أي النَّفْثُ والبُصاق). ويقول الرازي: إن البلغم قسمان: قسم من الدماغ، وهو ينصبُّ كما ينصب الندى من الجو، وسلطانه في مؤخر الصدر وتجتمع أثقاله في مغارة الصُّلب والظهر. والقسم الثاني من الرئة، ويطفو من الرئة إلى أعلى حتى يخرج من الحلق والأنف. وعلامات المزاج البلغمي: العجز والكسل والفتور والنسيان والسكون وقلة الحركة والحلم واللين. ويلحق الجسم من أعراضه السعال وقلة الشهوة للنساء والارتعاش والفالج (الشلل). ومسكن البلغم في الرئة. ويتصل برده بنسيم الآناف (الأنوف) الداخل من الحلق على أنابيب الرئة ثم توصله إلى القلب إذ هي متصلة به، فيستريح بذلك القلب ويندفع عنه حدوث الحرارة الدخانية النابعة من جوهر الدم، كما يقول الرازي. والمقصود من تعبير (ينزع البلغم) أنه يزيل المواد المخاطية الزائدة الموجودة في الفم والمتجمعة من الفم والبلعوم والجيوب الأنفية، لأن البلعوم الأنفي (Nasopharynx) متصل بالفم، وتتجمع في الفم تلك الإفرازات.. وتنظيف الفم بالسواك يزيلها وينزعها. وقوله: (ويجلو البصر): من المعلوم أن التهابات الفم واللثة والأسنان والبؤر الصديدية التي تكوّنها يمكن أن تنتقل إلى العينين وإلى الجيوب الأنفية وإلى العديد من أعضاء الجسم. فإذا تصورنا التهاب العيون الناتج من انتقال الميكروبات من الفم إلى العين فإن استخدام السواك لاشك يمنع هذه الالتهابات التي تحدث على الملتحمة والقرنية والقزحية فتؤذي العين وإبصارها.. ويكون استخدام السواك وسيلة وقائية للمحافظة على صحة العين أيضاً. وبالتالي يجلو البصر..
(ويشد اللثة): وهو أمر واضح وخاصة مع استعمال عود الأراك لما فيه من مواد قابضة وتانين (عفص) وسيلكا وكلها تشدّ اللثة وتمنعها من الترهل والتغصن الذي يحدث بسبب التهاب اللثة والذي ينتهي بالحَفَر (النساع) والتهاب محيط السن وبالتالي فقدانه. (ويذهب بالبَخَر): والبخر هو النَّفَس الكريه (Halotosis)، ومن أهم أسبابه التهاب اللثة والتهاب محيط السن وتكوّن بؤر صديدية. والسواك يُذهب ذلك كله بمحافظته على صحة الفم واللثة والأسنان. (ويصلح المعدة): إن نظافة الفم واللثة والأسنان يمنع وصول المواد الصديدية من الفم المريض إلى المعدة. ثم إن السواك يجعل الأسنان تقوم بوظائفها كاملة من تقطيع وتمزيق وطحن للطعام.. فينزل الطعام وهو معدّ إعداداً كافياً لتقوم المعدة بدورها في هضمه. هذا بالإضافة إلى أن اللعاب بما فيه من التايلين (Ptyline) وغيره من الأنزيمات يبدأ في هضم المواد النشوية والسكرية. ولاشك أن استخدام السواك والمحافظة على صحة الفم واللثة والأسنان يلعب دوراً كبيراً في صلاح المعدة، وأدائها لوظائفها دون خلل. (ويزيد في درجات الجنة): لأنه من السنن المندوبة ذات الأجر العظيم، فإذا دخل الإنسان الجنة بفضل الله سبحانه وتعالى، ولأنه من المؤمنين حقاً، كان حصوله على الدرجات بناء على عمله.. ومن أعماله التي ترفع درجته في الجنة السواك!! (ويحمد الملائكة): أي أن الملائكة تحمد له ذلك.. أو هو مصدر لحمد الملائكة، خاصة وأن الملائكة تتأذى بالروائح الكريهة أذىً بالغاً، وأنها تقترب من المصلى لتستمع صلاته حتى يضع الملك فاه على فم القارئ للقرآن. (ويُرضي الرب): ورضى الرب غاية المؤمن القصوى، (رَضيَ اللهُ عنهم ورَضُوا عنهُ) فإذا رضي عنه لم يسخط عليه أبداً. فما أعظم ذلك من مكسب، بل هو أعظم المكاسب كلها. ويستطيع المؤمن الحصول عليه بمداومته على السواك، ويا له من أمر يسير ينال به الإنسان هذا المقام العظيم!!! (ويسخط الشيطان): ولاشك أن ما يقرّب الإنسان إلى الله يجعل عدو الله في سخطٍ وكمدٍ وحزن.. أخزاه الله. وهو ما يفتأ يكيد لبني آدم حسداً وحقداً منذ أخرج أباهم من الجنة.. ومما يسعد الإنسان أن يرى عدوه الألد في كممد وحزن وسخط، زاده الله كمداً وحزناً وذِلة. الحديث الثاني: عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي r قال: (في السواك عشر خصال: يطيّب الفم، ويشد اللثة، ويُذهب البلغم ويجلو البصر، ويُذهب بالحَفَر، ويصلح المعدة، ويوافق السُنّة، ويفرّح الملائكة، ويرضي الرب ويزيد في الحسنات). الحديث الثالث: عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله r قال: (السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب). والمطهرة هو الذي يطهر الفم أو هو مكان التطهير وآلته وسببه. وهو سبيل إلى رضا الرب سبحانه وتعالى لأنه هو الذي أمر به، فاستخدام السواك طاعة وقربة لله تعالى وذلك مما يرضيه. الحديث الرابع: عن ابن عباس رضي الله عنه يرفعه: (السواك مطهرة للفم ومرضاة للرب، مجلاة للبصر). الحديث الخامس: عن جابر رضي الله عنه عن النبي r أنه قال: (ركعتان بالسواك أفضل من سبعين ركعة بدون سواك).
وهو فضل من الله عظيم لا يدعه المسلم ولا يتهاون فيه. ولذا فإنه (يزيد في الحسنات) كما في حديث ابن عباس المتقدم أو (يزيد في درجات الجنة) كما جاء في حديث أنس. وهذه الفائدة من أعظم الفوائد وأبركها فلا يتهاون بها إلا مغبون. الحديث السادس: عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي r قال: (عليك بالسواك فإنه مطهرة للفم مرضاه للرب، مفرحة للملائكة، يزيد في الحسنات، وهو من السنّة، يجلو البصر، ويذهب الخضرة ويشدّ اللثة، ويُذهب البلغم، ويطيّب الفم). وزاد البيهقي في رواية أخرى (ويصحُّ المعدة). وقد جمع هذا الحديث فوائد متعددة سبق ذكر معظمها في الأحاديث السابقة وزاد عليها في أنه (يُذهب الخُضرة) وهو تجمع اللعاب والبكتريا وبقايا الطعام حيث تكون مثل الغمامة أول الأمر ثم تَكْثُفُ وتترسب ويخضرّ لونها ويُصفِّر. ولا شك أن مداومة السواك يذهب بهذه الخُضرة والصُفرة. الحديث السابع: عن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي r قال: (تسوّكوا فإن السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب. وما جاءني جبريل عليه السلام ألا أوصاني بالسواك حتى خشيت أن يفرضه عليّ وعلى أمتي. ولولا أني أخاف أن أشقّ على أمتي لفرضته لهم. وإني لأستاك حتى لقد خشيت أن أحفي مقادم فمي). وهو مثل حديث عائشة رضي الله عنها المتقدم إلا أن فيه زيادات كثيرة: أولها: وصية جبريل للنبي r بأن يستاك حتى خشي r أن يُفرض على أمته.. وذلك من كمال رحمته وشفقته عليهم، فإذا كان فرضاً ولم يداوموا عليهم كما أمر، كُتب ذلك عليهم سيئات. وأما بقاءه سُنة فهو تخفيف عنهم ورحمة فمن فعله أُجر ومن تأخر عنه لم يؤجر، ولكنه لا يعاقب على تركه. وثانيها: كثرة استياكه حتى خاف r على مقادم فمه وهو موضع القواطع (الثنايا والرباعيات) والأنياب لأنها في مقدمة الفم. ومعلوم أن كثرة الاستياك وخاصة إذا كان العود جافاً قد تؤثر على اللثة وقد تُدميها كما قد تبتعد عن أعناق الأسنان فتكشفها. وقد يؤدي الاستياك الشديد إلى إيجاد خدوش وتفتيت لأنسجة السن الصلبة وبالذات المينا، فتنكشف الطبقة الأقل صلابة وهي العاج والذي يتآكل نتيجة العوامل الخارجية، مما يجعل أسطح الأسنان خشنة تساعد على تراكم ترسبات القَلَح عليها. لذلك يجب أن يكون التسويك برفق، وبحيث تبتدأ حركة التنظيف من حافة اللثة إلى طرف الأسنان. وبذلك يشمل التسويك اللثة لتدليكها وتقويتها وهو ما جاء في الأحاديث بأنه (يشد اللثة). الحديث الثامن: روى أبو نعيم في الطب النبوي أن رسول الله r قال: (إن السواك ليزيد الرجل فصاحة) وكلنا يعرف أن الأسنان تلعب دوراً في مخارج بعض الحروف. فإذا فقد الإنسان ثناياه وصار أثرماً، فإن فصاحته تذهب.. ومعلوم أن إهمال السواك يؤدي إلى فقدان الأسنان وبالتالي يؤثر على نطق مخارج الحروف. وحتى لو بقيت الأسنان مع وجود التهاب فيها وفي اللثة فإن ذلك يجعل رنين الصوت ومخارج الحروف ليست بالفصاحة المطلوبة. لذا كان السواك عاملاً من عوامل الحفاظ على الفصاحة. وهو أمر تدرك العرب قيمته، وتحرص عليه ولا سيما الخطباء والشعراء. وقال ابن القيم: (وفي السواك عدة منافع: يُطيب الفم، ويشد اللثة، ويقطع البلغم، ويجلو البصر، ويذهب بالحَفَر، ويُصِحّ المعدة، ويصفّي الصوت، ويعين على هضم الطعام، ويسهّل مخارج الكلام، وينشّط للقراءة والذكر والصلاة، ويطرد النوم، ويرضي الربّ، ويعجب الملائكة، ويكثّر الحسنات).
وقد جاء في كتاب الكحال علي بن عبد الكريم بن طرخان الحموي (الأحكام النبوية في الصناعة الطبية) بعض فوائد السواك كما نبّه إلى بعض الأضرار، فقال: سواك: أصلح ما اتخذ من خشب الأراك ونحوه، ولا ينبغي أن يؤخذ من شجرة مجهولة، فربما كانت سُماً، وينبغي القصد في استعمال، فإن بولغ فيه أذهب طلاوة الأسنان وصقالها ـ وهو الذي ذكره الحديث الشريف بلفظ (وإني لأستاك حتى خشيت أن أحفي مقادم فمي) ـ وهيأها لقبول الأبخرة المتصاعدة من المعدة والأوساخ. ومتى استُعمل باعتدال جلا الأسنان وقواها، وقوى العُمُور، وأطلق اللسان ومنع الحَفر، وطيب النكهة، ونقّى الدماغ، وشهّى الطعام، وأجود ما استعمل مبلولاً بماء الورد. وذكر ابن زهر (الأندلسي) في كتاب التيسير أن أصول الجوز له هذه الخاصية، قال: زعموا أن أصول الجوز إذا استاك به المستاك كل خامس من الأيام نقى الرأس، وصفّى الحواس وأحدّ الذهن. قال الشاعر: إن السـواك يُستـحبُُّ لسُنّةٍ و لأنـه مما يطيبُ به الفمُُ لم تخشَ من حَفَر إذا أدمنتهُ و به يُسألُ من اللّهاة البلغمُ . | |
|